طرق التمييز بين الأحجار الأصلية والصناعية

يُعدّ التعرّف على الأحجار الأصلية من بين النماذج الصناعية أو المُصنَّعة من أهمّ القضايا التي تشغل بال المهتمّين بعالم المجوهرات وعلم الأحجار الكريمة. فكثيراً ما تخدعنا المظاهر البراقة للحجر، فنظن أننا أمام حجر طبيعي، بينما قد يكون في الواقع قد صُنع في المختبر باستخدام تقنيات متقدّمة. إنّ معرفة هذه الفروقات ليست فقط ضرورية لمن يعمل في تجارة الأحجار الكريمة، بل تهمّ أيضاً كل من يرغب في اقتناء حجر ذي قيمة حقيقية.
الجدير بالذكر أن الأحجار الطبيعية هي نتيجة ملايين السنين من التغيرات الجيولوجية؛ ولكل منها قصة مدفونة في بنيتها، ولونها، وحتى داخل تركيبتها. أما الأحجار الصناعية، فعلى الرغم من محاكاتها الجيدة للأصل، إلا أنها تفتقد إلى تلك الأصالة والخصائص الفريدة. لذلك، إذا أردنا التأكد من القيمة الحقيقية للحجر، فعلينا أن نعرف كيف نميّز بين النوعين. هناك طرق متعدّدة يمكن من خلالها – بقليل من التركيز واستخدام الأدوات المناسبة – التحقق من أصالة الحجر.
تُعد كهْراد من أبرز محلات بيع خواتم فضة رجالى في المنطقة، حيث تجمع بين خبرة 50 عامًا وفن التصميم اليدوي الراقي. إذا كنت تبحث عن أصالة الحرفية ودقة التفاصيل، فإن محلات بيع خواتم فضة رجالى لدى كهْراد تقدم لك مجوهرات فريدة بشهادات موثوقة.
الطرق العلمية لتمييز الأحجار الأصلية عن الصناعية
في علم الأحجار الكريمة، يتطلب التمييز بين الأحجار الطبيعية والمصنّعة دقة كبيرة وأدوات متخصصة. لا تحدد هذه الطرق القيمة الاقتصادية للحجر فحسب، بل تكشف أيضاً عن أصالته وجودته الفعلية. في ما يلي، نستعرض أبرز الطرق العلمية التي يستخدمها الخبراء داخل المختبرات.
الفحص بالمجهر أو العدسة الجيولوجية
يُعتبر استخدام المجهر أو العدسة الخاصة بالأحجار من أهم المراحل الأساسية لفحص الحجر. من خلالها يمكننا رؤية التركيب البلوري والشوائب والكسور الطبيعية أو آثار المعالجة الصناعية داخل الحجر.
فالأحجار الطبيعية غالباً ما تظهر بها بنيات داخلية ناتجة عن الضغط والحرارة على مدى ملايين السنين، بينما الأحجار المصنّعة تبدو ناعمة جداً ومتجانسة؛ لأنها تُنتَج في ظروف مختبرية مضبوطة.
اختبار الصلابة
الصلابة مؤشر مهم لتمييز الأحجار الأصلية. وفقاً لمقياس موس (Mohs Scale)، لكل حجر درجة صلابة يمكن من خلالها قياس مقاومته للخدش. فمثلًا، الماس يمتلك صلابة 10، ولا يخدشه سوى ماس آخر.
يساعد اختبار الصلابة في التفريق بين أحجار متشابهة ظاهرياً لكنها تختلف في الصلابة، مثل الزركون الصناعي والماس. مع ذلك، يجب تنفيذ هذا الاختبار بحذر لتفادي إتلاف الحجر.
قياس الكثافة النوعية (الوزن النوعي)
الكثافة النوعية تُحتسب كنسبة بين وزن الحجر وحجمه، وتُقاس بالغرام/سم³. وهي من الوسائل المعتمدة في علم الأحجار لتحديد نوعية الحجر وأصالته.
يُستخدم ميزان دقيق وسائل مثل الماء أو سوائل كثيفة للقيام بهذا القياس. وغالباً ما تختلف الكثافة النوعية للأحجار المصنّعة عن نظيرتها الطبيعية بسبب اختلاف التركيب الداخلي.
اختبار معامل الانكسار الضوئي
معامل الانكسار يوضح مقدار انحراف الضوء عند مروره في الحجر. لكل نوع من الأحجار معامل فريد يمكن قياسه باستخدام جهاز “الرفراكتومتر”. الفرق في هذا المعامل بين الأحجار الطبيعية والمصنّعة قد يكون واضحاً.
فمثلًا، إذا انكسر الضوء في الزمرد الطبيعي بزاوية معيّنة ولم يحدث ذلك في النموذج المصنّع، فذلك مؤشر قوي على كون الأخير صناعياً. هذه الطريقة تُعد من أدق الوسائل المتاحة.
اقرأ المزيد: ما هو خاتم الشجر؟ وما هي خصائصه؟
ردّ الفعل على الأشعة فوق البنفسجية
تعرض الأحجار للأشعة فوق البنفسجية يكشف اختلافات واضحة. فبعض الأحجار تصدر توهجاً (فلوريسانس) عند تعرضها لتلك الأشعة، ويختلف هذا التوهج بين الأحجار الطبيعية والمصنّعة.
على سبيل المثال، يظهر الياقوت الأزرق الطبيعي توهجاً ضعيفاً، بينما قد يصدر النموذج الصناعي ضوءاً شديداً. ولكن يجب التنويه إلى أن تفسير هذا التفاعل يتطلب خبرة علمية.
طرق منزلية وتجريبية للتمييز بين الأحجار الأصلية والمصنّعة
رغم دقّة الطرق العلمية، يلجأ الكثير من الهواة والمبتدئين إلى طرق بسيطة منزلية يمكن استخدامها كاختبارات أولية. إلا أنّه يجب التأكيد أن هذه الطرق غير قطعية، ويُفضل دائماً إجراء فحص مخبري للتأكّد.
اختبار الحرارة
من الطرق السهلة استخدام اللهب لفترة قصيرة لفحص مدى مقاومة الحجر للحرارة. فالأحجار الطبيعية تتحمل الحرارة جيداً، بينما قد يتغيّر لون الأحجار المصنّعة أو تتشقق. مع ذلك، لا يُنصح بتطبيق هذا الاختبار على الأحجار الثمينة لأنه قد يتلفها.
اختبار البخار
عند النفخ على الحجر أو تعريضه لبخار الماء الدافئ، تُلاحظ استجابة سطحه. فالحجر الطبيعي يبدّد البخار بسرعة، في حين قد يحتفظ به الحجر الصناعي على شكل ضباب أو بقع. رغم أن هذا الاختبار ليس حاسماً، إلا أنه مفيد عند استخدامه بجانب اختبارات أخرى.
التحقق من الوزن ودرجة حرارة السطح
تميل الأحجار الطبيعية إلى أن تكون أثقل وزناً من نظيراتها المصنّعة. كما أنّها تُشعِر ببرودة عند لمسها مقارنةً بالمُصنّعة. ومع مرور الوقت، يطوّر خبير الأحجار إحساساً يساعده في التمييز بين الأحجار بناءً على اللمس والوزن.
دور المختبرات الجيولوجية في تأكيد أصالة الأحجار
تلعب المختبرات المتخصصة دوراً رئيسياً في عالم الأحجار الكريمة. فهي مجهّزة بأدوات دقيقة ويشرف عليها خبراء مؤهّلون قادرون على إصدار تقارير معتمدة تثبت أصالة الأحجار.
وتُعد هذه الشهادات ضرورية عند بيع أو شراء الأحجار على المستوى الدولي. إذ يصعب الوثوق بأصالة أي حجر دون هذه التقارير المعتمدة.
أخطاء شائعة في التمييز بين الأحجار الأصلية
يقع كثيرون في فخ الحكم على الحجر بناءً على لونه أو لمعانه فقط. فالعديد من الأحجار المُصنّعة مصمّمة لتبدو مغرية جداً.
من الأخطاء أيضاً الاعتماد المطلق على كلام البائع دون وجود شهادة معتمدة. لذا يُنصح دائماً بالتحري الدقيق والشراء من مصادر موثوقة.
كلمة ختامية
في النهاية، إنّ التمييز بين الأحجار الأصلية والصناعية هو مهارة تحتاج إلى علم وخبرة في آنٍ واحد. فمع انتشار الأحجار المصنّعة والسنتتكية في الأسواق اليوم، لم يعد كافياً الاعتماد على الشكل الخارجي أو أقوال البائع.
استخدام وسائل علمية مثل اختبار معامل الانكسار، الصلابة، الكثافة، بالإضافة إلى أدوات كالمجهر والأشعة فوق البنفسجية، يمنح الثقة في التقييم الصحيح.
ولا يمكن إغفال أهمية المختبرات المعتمدة، فشهاداتها تُعدّ الضمان الأكبر لكل من المشتري والبائع. وبينما قد تُفيد الطرق المنزلية في بعض الحالات، إلا أن التشخيص النهائي يتطلّب خبرة وتجهيزات دقيقة. لذلك، ننصح دائماً بالحصول على استشارة من خبير في الأحجار الكريمة قبل شراء أي حجر ثمين. فهذه المعرفة لا تحميك فقط من الخسارة المادية، بل تُمكِّنك أيضاً من الاستمتاع بالقيمة الجمالية والطاقية الحقيقية للأحجار الكريمة.